أثناء صلاة الفجر يوم السبت 22 أبريل : هجموا على خيمة الاعتصام - خيمة الوطن كما كتب عنها بعضهم - بالعصي والسكاكين , ضربوا النائمين داخل الخيمة بأحذيتهم , سرقوا الملابس والنقود والهواتف المحمولة , سرقوا الموز وصينية البسبوسة التي أهداها القضاة للمعتصمين ! ـ
في تمام الثانية والنصف من فجر الاثنين : سحلوا القاضي محمود حمزة وواصلوا تطبيق سياسة الضرب بالجزمة , واختطفوا ثلاثة عشر معتصما , رافقناهم فيما بعد إلى محكمة عابدين حيث أمرت النيابة بحبسهم 15 يوما على ذمة التنكيل .
ـ
ذهبت إلى المحكمة بصحبة الأسير كريم محمد , والصور التي ترونها لما حدث أمام المحكمة ونومنا على الأرض أمام سيارة الترحيلات التقطها الأسير مالك بكاميرا الأسير المحرربالأمس شرقاوي !ـ
,
مساء الاثنين : توافد العشرات إلى مقر الاعتصام كنوع من إعلان التحدي بعد اختطاف زملائنا , ـ
رأيته , كان قادماً من المنصورة , يحمل فطيراً وجبناً من بيته , وضعه على الأرض ودعا المعتصمين الذين لم يقصروا في أداء المهمة .ـ
تأتي بيانات مطبوعة , يتفرق بعض الزملاء في مجموعات لتوزيعها , بعد قليل يأتينا بعضهم لاهثين , لقد تعرضوا لمحاولات اختطاف , يستند الأسير أكرم الإيراني عليّ بينما يروي للمتجمعين حوله بأنفاس متقطعة كيف اختطفوا زملاءه وكيف قفز أحدهم إلى " ميكروباص " مدني هرباً من الشرطة ليجد نفسه بين ضباط أمن الدولة !ـ
بعد ساعة أو أكثر قليلاً تأتينا الأنباء بالإفراج عنهم , يصلون في سيارات تاكسي بينما يقف الأسير ساهر جاد ممسكاً ببعض الأوراق ليعلن بفخر أنه استرد من الشرطة البيانات التي كان من المفترض أن يُتهم الزملاء بتوزيعها !ـ
أعود إلى صاحب الفطير , أتحدث معه عن خلافه الشهير مع الشرقاوي , أطلب منه أن يكون أكثر حكمة في معالجة الأمور ويفصل بين الخلاف الأيدولوجي وضرورة العمل معاً لمواجهة النظام , أمازحه بأن عليه أن يستعد لتصفيه حساباته مع الشرقاوي قريباً في سجن طرة , أخبره أنني بعثت إلى الأسرى بقصاصة كتبتُ فيها : أنتم السابقون ونحن اللاحقون !ـ
ظهر الأربعاء : كان الاحتشاد الأمني منذراً بكارثة عشية جلسة المحاكمة الأولى , ذهبتُ إلى بيت جدي لأنام بضع ساعات , وعدت بعد منتصف الليل إلى شارع عبد الخالق ثروت , ضباط وعسكر ومخبرون في كل مكان, أسترق النظر إلى مكان الاعتصام لأجده خالياً تماماً , أصل إلى نقابة الصحفيين حيث أرى بعض الوجوه المألوفة فأشعر بالارتياح , بينما بدأ البعض في التهليل وإظهار الفرح لرؤيتي !ـ
مالهؤلاء القوم !؟
لم أعهد لنفسي هذه الشعبية الطاغية من قبل, أخيراً عرفوا قيمتي؟!ـ
يتعاملون معي كما لو كنت قد خرجتُ من المعتقل للتو !ـ
احنا افتكرناهم خدوك -
أحدق في اللاشيء وأقول ببلاهة : هما خدوا حد ؟-
تخرج الأسماء من كل مكان ولسان : كمال خليل , مالك , درديري , أكرم , . . . . .ـ
هو أيضا !ـ
لقد أخذوه !ـ
كان يصلي , هشموا رأسه بالشوم وجروه إلى سيارة الترحيلات !ـ
- لعله لم يسمع بالقانون الجديد الذي يحظر الصلاة بدون ترخيص ؟ -
إنه دائماً يخالف القانون ويخرج على النظام !ـ
هاهو يعد الهدايا لتقديمها إلى أمهات شهداء العبارة و ضحايا الانتخابات بغرض بث دعايات مثيرة من شأنها تكدير الأمن العام وإلحاق الضرر بالمصلحة العامة:ـ
.
.
.
.
.
.
.
وفي هذه الصورة يبدو متلبساً بجريمة الاشتراك في تجمهر مؤلف من أكثر من خمسة أفراد الغرض منه تعطيل تنفيذ اللوائح والتأثير على السلطات في أعمالها وإهانة رئيس الجمهورية وازدراء نظام الحكم .:ـ
وهاهو يرتدي شارة الجماعة المحظورة على رأسه زاعماً أن الإصلاح قادم ! - هل كان يقصد الإصلاح والتهذيب -؟
على أية حال لقد ضربوه على أم رأسه الإخوانية وشجوها شجة منكرة - على طريقة كفار قريش - ـ
إنه محمد عادل , مريض السكر , الذي لم يبلغ بعد عامه الثامن عشر !ـ